2020/11/16

محادثة الله الرحوم والنفس المتألمة

 


يســـــــــــــوع : أيتها النفس المسكينة أرى أنك تتعذبين كثيرا وليس لك القوة للتحدث معى لذا أنا أحدثك رغم أن الامك كانت مبرحة فلا تجبنى ولا تستلمى لليأس بل قولى لى يا ابنتى من تجرأ أن يجرح قلبك ؟ أخبرينى كل شئ كونى صادقة بالتعامل معى أكشفى لى عن كل جروحات قلبك فإننى سأشفيها فتتحول الامك إلى ينبوع خلاصك 


النفـــــــــــــس : لقد تفاقمت يارب الامى وتعددت وطالت لذا دب فى اليأس 


يســــــوع : لا تفقدى شجاعتك يا ابنتى أعرف ثقتك بى التى لا حد لها 


أعرف أنك تدركين صلاحى ورحمتى فلنتحدث بالتفاصيل عن كل شئ يثقل قلبك 


النفـــــــــــــس : هناك أمور عديدة متنوعة لا أعرف أولا كيف أتحدث عنها أو أعبر عنها 


يســـــــــــــوع : حدثينى ببساطة كصديق يتحدث إلى صديقه قولى لى الان يا ابنتى ماذا يمنعك من التقدم فى القداسة 


النفــــــــــــــــــس : إن هزالة صحتى تعيقنى فى طريق القداسة لا أستطيع إتمام واجباتى لا فائدة منى : لا أستطيع أن أتقشف أو أن أصوم طويلا كما صنع القديسون بالإضافة لا أحد يصدق أننى مريضة لذا تضاف الالام المعنوية إلى الالام الجسدية وغالبا ما أحقر كيف يستطيع إنسان أن يتقدس يايسوع فى مثل هذه الظروف 


يســـــــــوع : صحيح يا ابنتى كل ذلك مؤلم ولكن ما من طريق إلى السماء سوى طريق الصليب سرت عليها قبلك عليك أن تتعلمى أنها أقصر طريق وأكثرها أمانا 


النفــــــس : يارب هناك عائق اخر فى طريق القداسة أضطهد و أتألم كثيرا بسبب أمانتى لك 


يســــــــــوع : إن العالم يبغضك لأنك لست من هذا العالم لقد اضطهدونى قبلك إن الاضطهاد هو علامة أنك تسيرين على خطاى 


النفـــــــس : إننى يائسة يارب لأن لا رئيساتى ولا معارفى يفهمون تجاربى الداخلية تغشى الظلمة فكرى : كيف يمكننى أن أتقدم ؟ كل ذلك يهبط عزيمتى فى أن اسعى نحو أعالى القداسة 


يســــــــوع : حسنا يا ابنتى لقد قلت لى اليوم الشئ الكثير أتاكد الان كم يصعب علينا أن لا يفهمنا الاخرون ولا سيما الذين نحبهم ونصارحهم ولكن يكفيك أن تعلمى أننى أفهم كل مشاكلك وتعاستك إننى مسرور لعمق ثقتك فى معرفتى رغم كل شئ تعلمى من هذا أن لا أحد يستطيع فهم النفس تماما فهى أبعد من الإدراك البشرى غير أننى بقيت على الأرض لا شجع قلبك المتألم وأقوى روحك حتى لا تتردى فى الطريق تقولين أن ظلمة كثيفة تغطى فكرك ولكن لمذا لا تأتين إلى فى مثل هذه الأوقات فتجدى النور الذى يستطيع بلحظة أن يكسب فى روحك معرفة عن القداسة أكثر عمقا مما يمكنك أن تجدى فى الكتب لا يستطيع أى معرف أن يعلم أو يرشد نفسا بهذا الشكل 


اعلمى أيضا أن الظلمة التى تتشكين منها قد سبق وتحملتها فى بستان الزيتون لما سحقت نفسى فى قلق مميت  أنا أشركك بهذه الالام لاننى أحبك حبا خاصا ولا ننى أعد لك مكانا فى السماء نظرا إلى سمو درجة القداسة إن النفس المتألمة هى قريبة من قلبى 


النفــــــــــــــس : سؤال أخير يارب : ماذا ينبغى أن أصنع عندما يتجاهلنى الناس وينبذوننى ولا سيما هؤلاء الذين يحق لى أن أتكل عليهم فى حاجاتى الملحة ؟ 


يســــــــــوع : اقصدى يا ابنتى أن لا تتكلمى على البشر أعهدى بذاتك كليا إلى إرادتى قائلة : ليس كما أريد بل فلتحقق إرادتك فى يا الله إن هذه الكلمات إذا ما تلفظت بها من أعماق قلبك هى جديرة أن ترفعك فى وقت قصير إلى ذروة القداسة أن نفسا كهذه تمجدنى وتملأ السماء بعطر الفضيلة لكن اعلمى أن القوة التى تحولك تحمل الالام تتأتى غالبا من المناولة لذا اقتربى غالبا من ينبوع الرحمة هذا لتستقى بوعاء الثقة كل ما تحتاجين إليه 


النفــــــــــــس : شكرا لك يا الله على صلاحك وعلى بقائك معنا فى هذا المنفى كإله الرحمة تباركنا بأشعة الرأفة والجودة إنه من خلال نور الرحمة هذا قد توصلت أن أفهم مدى حبك لى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3