أمام القربان الأقدس
يســــوع يخاطب النفس المسيحية
يا ابنتى , لكى ترضينى لست محتاجة لأن تعرفى كثيرا بل يكفيك أن تحبينى كثيرا
كلمينى ببساطة كما تكلمين صديقا لك جميعا أليس لك أناس تريدين أن توصينى بهم ؟ فاذكرى لى اسم والديك واخوتك وأخواتك وأصدقائك وقولى لى بعد اسم كل واحد منهم : ماذا تريدين أن أصنع له ؟....
أطلبى كثيرا كثيرا فإنى أحب النفوس السخية الكريمة التى تنسى ذاتها لتفتكر فى غيرها .اذكرى لى الفقراء الذين تريدين أن أسعفهم والمرضى الذين رأيتهم يتألمون والأشرار الذين ترغبين فى هدايتهم والأشخاص الذين قد جافوك وترغبين فى أن يعودوا ويصادقوك فمن أجلهم كلهم صلى صلاة حارة تذكرى أنى قد وعدت باستجابة كل صلاة تدر من القلب أوليست من القلب صادرة تلك الصلاة التى نصليها لأجل من نحبه ويحبنا ؟
ألا تريدين أن تطلبى إلى نعما لأجلك أنت أيضا ؟ اكتبى إن شئت لائحة طويلة من حاجاتك كلها وتعالى اقرئيها لى أو أذكريها لى بغير كتابة
قولى لى ببساطة كم أنت شهوانية محبة للذات الحسية متكبرة سريعة التأثر محبة ذاتها متراخية كسولة واستغيثى بى فى سعيك وجهدك للانتصار على رذائلك ونقائصك هذه
لا تخجلى يا ابنتى المسكينة فإن كثيرا من المختارين والقديسين الذين هم الان فى السماء كان لهم مثل نقائصك لكنهم صلوا إلى وقليلا قليلا أصلحوا نفوسهم ولا تترددى فى أن تطلبى إلى الخيرات الجسدية والعقلية : كالصحة والذاكرة والفهم والنجاح .... فإنى قادر أن أذهب كل شئ وأهبها إذا كانت تزيد النفوس قداسة
واليوم ,ماذا تريدين يا ابنتى ؟... ليتك تدركين ما عندى من الرغبة فى أن أصنع إليك خيرا ! أليس لك مقاصد ونيات تبتغينها ؟ أذكريها لى بالتفصيل ... فماذا تفكرين ؟ وماذا ترومين ؟ _هل تريدين أن تفرحى أخاك أو الذين أنت تحت سلطانهم ؟
ماذا تشائين أن تفعلى لهم ؟
أليس لك أفكار غيره من أجلى ؟ ألا تريدين أن تصنعى قليلا من الخير إلى النفوس أصحابك والذين تحبينهم وربما قد نسونى ؟ قولى
لى : أمر من يهمك .ولماذا ؟ وما الوسائل التى تريدين اتخاذها ؟...
أوردى لى عدم نجاحك وأنا أقول لك سببه بمن تبتغين أن تستعينى فى هذا الأمر ؟ إنى رب القلوب يا ابنتى أديرها برفق ولطف حيث أشاء .... وسأضع بالقرب منك الذين يلزمونك فكونى فى راحة بال
أليس لك غموم وهموم؟ اذكريها لى يا ابنتى بكل تفصيل _ومن أزعجك أو أحزنك أو احتقرك ؟ قولى لى كل شئ وفى اخر الأمر اغفرى وانسى الاساءة وأنا أبارلذلك هل تخشين أمرا مرا صعبا ؟ هل تشعرين بخوف لا تعرفين سببه ويعذبك ؟ فثقى بعنايتى
كل الثقة لأنى حاضر عندك أرى وأعرف كل شئ ولا أهملك
هل حولك نفوس تظهر أنها أقل ودا لك مما كانت قبلا ابتعدت
عنك بعدم اكتراثها ونسيانها لك من دون أدنى سبب منك ؟ صلى إلى من أجلها وأنا أردها إليك إذا كانت مفيدة لتقديسك
أليس لك أفراح تكاشفينى بها ؟ فلماذا لا تشركينى فى مسراتك ؟ قولى لى كل شئ طرأ عليك منذ البارح فعزاك وأضحكك وبعث بك على الفرح فلعل زيارة مفيدة وغير منتظرة
أو علامة محببة أو رسالة أو تذكارا من أحد لك أو خوفا قد تبدد عنك بغتة أو محنة تركتك أقوى مما كنت تظنين ذاتك ... ذلك كله يا ابنتى كان بتدبيرى فلماذا لا تشكرينه لى ولا تكررين لى شكرك ؟فإن الشكر على النعمة يدعو إلى مواصلة النعمة وإن المحسن يجب أن يذكروا له حسناته
أليس لك مواعيد تعدينى بها ؟ وإنى أقرأ فى باطنك كما تعلمين فكونى مخلصة لأن المرء قد يخدع أو يغش الناس أما الله خالقه فمن المحال أن يخدعه أو يغشه
فهل أنت ناوية أن لا تعرضى ذاتك من بعد لهذا السبب من الإثم ؟ وأن تحرمى ذاتك هذا الشئ الذى يحملك على الخطيئة ؟ وأن لا تطالعى أبدا هذا الكتاب الذى يثير مخليتك ؟ وأن لا تعاشرى من بعد ولا تصاحبى هذا الشخص الذى يبعد بحضوره السلام من قلبك ؟
وإذا أهانك أحد فهل أنت مستعدة لأن تظهرى حالا حبك ولطفك ؟ اجتهدى أن تكونى دائما صبورة وديعة متواضعة القلب مثلى وأن تتبعى دائما تعاليمى وأمثلتى كما تبعها جميع مختارى مع أمى ورسلى
انطلقى الان يا أبنتى بسلام إلى أشغالك اليومية وحافظى على الصمت والحشمة والتسليم والخضوع والمحبة وأحبى كثيرا العذراء أمى القديسة
وأرجعى إلى غدا بقلب مزداد تضحية وتفانيا وحبا وغدا عندى لك نعم جديدة ومواهب جديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك