2020/08/25

الحكـــــــــــــــــــــــــــمة

 الحكمة شئ مهم جدا كما يقول الكتاب " الحكيم عينناه فى رأسه أما الجاهل فيسلك فى الظلام " ( جامعة 14:2) 


والحكمة اسم من أسماء السيد المسيح الذى قيل عنه إنه " حكمة الله وقوة الله " وأقنوم المعرفة والحكمة هى من مواهب الروح القدس كما ورد فى ( 1كو 12) " الروح يعطى البعض ..... ويعطى الحكمة " والحكمة التى نقصدها هى ما يقول عنها القديس يعقوب الرسول " الحكمة النازلة من فوق " كلها أسماء صالحة 


والحكمة ظهرت فى أعمال الله نفسه 

حتى فى الخلق قيل عنه " إن كل الأشياء بحكمة قد صنعها " بمعنى أن الله أوجد الماء أولا قبل العشب لكى يعيش العشب على الماء وأوجد العشب قبل الحيوان لكى يأكل العشب وأوجد الإنسان أخيرا لكى يتمتع بكل شئ 


والله من حكمته وزع المواهب بين الناس 

فمنهم الأذكياء ومنهم المتوسطين فى عقلهم وفيهم الملوك والعبيد وفيهم الرؤساء والخدم لو كان الكل واحد كيف كانوا سيعيشون ؟!


الله أيضا من حكمته أوجد الألم 

سمح به لأن أخطر الأمراض هى الأمراض التى لا يشعر فيها الإنسان بألم حتى تتطور وتنتشر وأخيرا يكتشف بعد ضياع الفرصة 


الله بحكمه أوجد الموت 

لأنه لو كان الإنسان يعيش على طول كان يتعب كما قال الشاعر : المرء يأمل أن يعيش وطول عيش قد 

                                                                                تثنى بشاشته ويبقى بعد حلو العيش مر وتخونه الأيام حتى ما 

                                                                               يـــــــــــــــــرى شيئا يســــــــــــــــــــــــــــــــــــر


من جمال الحكمة أن الله مدح وكيل الظلم لأنه بحكمة صنع ومن أهمية الحكمة أنهم لما أرادوا اختيار سبع شمامسة للخدمة قال الرسل : " فانتخبوا أيها الإخوة سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملوئين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم على هذه الحاجة ( أع 3:6) 


طبعا إذا كانت الحكمة كصفة للشماس فمن باب أولى القسيس والأسقف يكونوا مملوئين من الحكمة ويعجبنى سليمان الحكيم عندما سأله الرب ماذا تريد ؟ أجاب سليمان " الحكمة " لم يطلب المال ولا الجاه وما أجمل مثل العذارى اللائى دخلن إلى العرس الإلهى اللائى دخلن العذارى الحكيمات اللاتى فكرن فى المستقبل ماذا سيكون وأعددن له 


الله لما أراد تنظيم الهيكل قال لموسى أن يختار الرجل بصلئيل الذى كان رجلا حكيما فى كل صنعة 


ما أجمل ما صنعته أبيجابيل بكل حكمة هدأت غضب داود الحكمة تدخل فى كل فضيلة كل فضيلة خالية من الحكمة لا تعتبر فضيلة 


والقديس الأنبا أنطونيوس فى التعبير عن الحكمة قال : " إن أهم شئ التمييز والإفراز بمعنى تعرف الصالح من السيئ " 


طبعا هناك حكمة شيطانية لا نريد أن نتحدث عنها هى حكمة الحية وهى الحكمة المملوءة من المكر والخبث والخداع والتى تلجأ إلى طرق رديئة لكى تنفذ أغراضها ومن أمثلتها حكمة أخيتوفيل فى الشر وكان داود يقول " نجنا يارب من مشورة أخيتوفل " وطبعا مشورة بلعام الذى ضيع بها شعب الله 


نحن بالحكمة مفروض يكون عندما التمييز متى نستخدم الحزم ومتى نستخدم الحيلة ؟ متى نستخدم المغفرة والتسامح ؟ أما الحكمة الروحانية فمصدرها الله نفسه الحكمة النازلة من فوق وكذلك المشورة وأب الاعتراف الحكيم وأيضا مصدرها معاشرة الحكماء كما يقول الشاعر : خذوا العلم على أربابه 

                 واطلبوا الحكمة من الحكماء 

عندما تعيش مع الحكيم يملائك حكمة أما أن تعيش مع إنسان جاهل أو ليس لديه حكمة يضيعك 


هناك نتكلم عن الحكمة والذكاء فالذكاء جزء من الحكمة ولكن الذكاء بدون حكمة لا نفع من الجائز يكون إنسان ذكى وغير حكيم يستخدم ذكائه فى ضرر نفسه أو ضرر غيره 


من الجائز يكون إنسان ذكى وغير حكيم يستخدم ذكائه فى ضرر نفسه أو ضرر غيره 


من الجائز أن يكون إنسان ذكى وعنده شهوة الشهوة تضيعه على الرغم من ذكائه أو التعبانة تضيع نفسه لأن فى هذه الحالة الشهوة تتسلط وتوقف العقل والأعصاب تتسلط وتوقف العقل وكقاعدة تقول ( إن كل حكيم ذكى لكن ليس كل ذكى حكيما ) 


الحكمة تدعو إلى الدقة فى التعبير وتبعد عن الاندماج والتسرع أيضا غرور الأذكياء يمنعهم من المشورة فيسقطون 


الإنسان الحكيم لا يكون متسرعا ليس أسرع الحلول هو أفضل الحلول إنما أفضل الحلول هو أكثرها روية وإتقانا الذى يتسرع ليس لديه حكمة لأنه لا يعطى نفسه مجالا للبحث والتدقيق والدراسة ويسير بطريقة سطحية الإنسان الهادئ يعطى لنفسه فرصة للتفكير وفرصة للصلاة وفرصة لانتظار توجيه الله التروى والاتزان مثال ذلك الزواج فهناك أناس يأتون فى إجازة من الغرب ويريد الزواج فى خلال أسبوع بدون فحص وتدقيق ويضيع نفسه التسرع موجود عند الشباب لكن الروية والاتزان موجود عند الكبار 


هناك صحفى يتسرع فى نشر خبر فيكون سببا فى ضجة والناس يلومونه ويقولون من أين أتى بهذا الكلام ؟ وهناك صحفى لا يكتب الخبر إلا بعد تدقيق والوصول إلى الحقيقة كاملة ممكن بالتسرع مدير يعاقب موظفا أو يفصله نتيجة شكوى وصلت إليه لكن الحكيم يأخذ الشكوى ويفحصها ويتروى ويحقق 


الحكمة أيضا تحتاج إلى فهم مثلا الحكمة فى الزواج إن الرجل يكون على معرفة بطباع المرأة ونفسيتها ويفهمها والمرأة تكون على علم بطباع الرجل ونفسيته وتكون دراسة له بهذا الفهم توجد المفاتيح التى تفتح بها الشخصية وتأتى بنتيجة 


الإنسان الذكى يحسب النتائج وردود الفعل فإن وثق من النتائج أنها طيبة حينئذ يتصرف هناك كثير من الناس يقولون كلمة تكون سبب فى مشكلة لأنهم لم يفكروا فى النتائج ماذا تكون ؟ أو يأخذون تصرف يضيع علاقتهم مع الاخرين لأإنهم لم يعملوا حساب التصرف إلى أين يصل بهم المفروض قبل أن نقول كلمة نرى تأثيرها على كافة الأجواء نرى ماهو التصرف الذى نربح به الناس ؟ وليس الذى نخسر به من السهل أن تخسر الاخرين بأى تصرف بدون حساب للنتائج وماذا تستفيد من أن تخسر الناس وتحاول أن تعيد محبتهم فلا تعرف لأن ماضيك يطاردك 


حاول أن تربح الناس بحسن التصرف 

هناك أناس يفقدون الحكمة لعدم الفهم فمثلا إنسان يقرأ فى بستان الرهبان فيجد أى كلام يقوم بتنفيذه بينما هذا الكلام لا يناسبه يجد القديس أرسانيوس يقول : " كثيرا ما تكلمت فندمت .... " 


فيمشى فى الصمت بطريقة تضره وتضر غيره ففى الحقيقة ليس كل صمت فضيلة وليس كل كلام خطيئة فالإنسان يصمت حين يحسن الصمت ويتكلم حين يجب الكلام 

وكثيرا ما ندان على  صمتنا وهناك الكثير من كللام فيه نصح للاخرين وفيه كلمة تشجيع له فائدة كثيرة 


الطيبة والحزم البعض أحيانا يهاجمون إذا ما عوقب البعض ويسألون كيف يحكم المجلس الإكليريكى عن جهل ؟ نحن نعاقب على خطية معينة ومن أجل سمعة الاخرين لا نعلن هذه الخطية ومن جهة العقوبة فربنا عاقب عالى الكاهن لأنه لم يؤدب أولاده وجعله يقع وتكسر رأسه ويفقد كهنوته إلى الأبد لأنه لم يقم بتربية أولاده كما عاقب الله من قبل بالطوفان وبحرق سادوم وعاقب قورح وداثان وأبيرام أن الأرض فتحت فاها وبلعتهم من الجائز أن يقول أحد أن هذا فى العهد القديم 


فى العهد الجديد أيضا نفس العقوبات خاطئ كورنثوس بولس الرسول قال " امر أن يسلم مثل هذا للشيطان لمعاقبة الجسد لكى تخلص الروح فى يوم الرب " وكان هذا لفائدته 


حنانيا وسفيرا حنانيا كذب على الرسول بطرس وعوقب بأنه وقع ميتا على الأرض وعندما جاءت امرأته ولم تعلم ماذا حدث فقال لها بطرس الرسول : الرجال الذين يحملون زوجك يدفنوك أنت أيضا " فوقعت ميتة فى الحال 


عقوبة إيزابيل فى سفر الرؤيا العقوبات الموجودة فى سفر الرؤيا إصحاح 8 البحيرة المتقدة بالنار والكبريت التى وردت فى الأناجيل للعقوبة وقت وللعفو وقت 


مثل الطبيب فى حكمته أحيانا يعطى دواء وأحيانا يمتنع عن إعطاء هذا الدواء حتى لا يضر المريض نطلب من الله أن يعطينا حكمة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3