من أهم الاختبارات فى حياتنا الروحية هو اختبار التعرف على إرادة الرب فى حياتنا، فأولاد الله دائمآ ما يرغبون فى تحقيق قصد الله فيهم ،ومرات كثيرة نسأل عن إرداة الله لكى لا نكون سائرين بحسب مشيئتنا الشخصية،فعدم معرفة الإنسان للمشيئة الإلهية يجعله يسير فى حالة من الحيرة والقلق، لذلك كانت رغبة معلمنا بولس فى بداية حياته بعد ظهور الرب له (ماذا تريد يارب أن أفعل) "أع ٦:٩"، كما كان الخضوع للمشيئة الإلهية هو السبب فى نجاح كل آباء الكتاب : إبراهيم وموسى وداود وإرميا ونحميا وبقية التلاميذ... الخ
والرغبة فى التعرف على المشيئة الإلهية أمر يحتاج من كل إنسان أن يتمسك بثلاثة أمور إساسية:
أن يعيش الإنسان فى حالة من التسليم الكامل لله، فلا يطلب لنفسه شيئآ، ولا يختار لنفسه شيئآ ،لئلا يكون سائرآ بمشيئته الشخصية. هكذا كان داود النبى يعلم سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجرى
(مز ٥:٣٧)
مقدار كبير من الإيمان والثقة فى الله أن الله لابد أن يكشف لنا عن إرادته فى حياتنا، وهذا الأمر ينزع منا حالة الحيرة،وهكذا عاش أبونا إبراهيم بالتسليم والإيمان
أن يمتلئ قلب الإنسان بالاتضاع ويدرك فى عمق قلبه أنه غير قادر على المسير فى الطريق وحده، ويعلم يقينا أن قدراته لا يمكنها أن توصله لشئ
ولكى تستطيع أن تعرف مشيئة الله فى حياتك تحتاج:
الموت عن المشيئة الشخصية ،حتى وإن كانت حسنة،وهكذا استطاع بولس أن يطيع عندما منعه الروح عن الخدمة فى أسيا (أع ٧:١٦)
الاستعداد النفسى لقبول كل شئ تسمح به المشيئة الإلهية، حتى الضيقات وحتى ما يبدو بعيدآ عن أفكارنا. فإبراهيم أب الآباء أول ما تواجه به بعد دعوته هو مجاعة فى الأرض (تك ١٠:١٢)،وقبل أمر الله بذبح وحيده بكل طاعة (تك ٢:٢٢)!
صل بعمق وفى الصلاة أعلن اشتياقاتك ،ولكن احرص ألا تطلب رديآ بل اطلب ما يرضى الرب، وكن مستعدآ لقبول كل شئ من يده
كن مستعدآ أيضا لقبول المشورة الروحية من أبيك الروحى ،فالله قد أراد لشاول أن يستمع لهذة المشورة من فم حنانيا الرسول (أع ٦:٩)
اسلك فى الباب المفتوح وتأكد إن كنت متمتعآ بالسلام ،فهذة علامة أنك فى الطريق الصحيح
كن واثقآ أن سعيك لاكتشاف الإرادة الإلهية يصاحبة العديد من البركات الروحية :التعرف على المشيئة الإلهية يجعلك فرحآ متمعآ بالسلام ،حتى وسط الضيقات، وهكذا كان آباؤنا الرسل فى السجن
وإلحاحك فى طلب المشيئة يجعلك تختبر الكثير من الفضائل كالصبر والاتضاع والاحتمال، فالله قد يعلن لك إرادته فى أيام أو شهور ، بل ربما سنوات طويلة
أخيرآ يجعلك تحيا فى عمق حياة الاختبار الشخصى للرب، فترى كيف يمكنك أن تسأل الله، كيف يسمعك، هو ويجيبك عن كل تساؤلاتك
كن فى هذا الاختبار فهو حقآ يستحق التعب...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك