الصوم

يعتبر الصوم المقدس فترة الربيع الروحى

وفى فترة الصوم يكون الجو معتدلا بديعا،وبالصوم تعتدل الحياة الروحية ويكون المزاج الروحى معتدلا أيضا 

وصية الصوم قديمة جدا منذ خلقة آدم وتكلم عنها كثير من الأنبياء والسيد المسيح نفسه ،تكلم عنها إشعياء ودانيال وحزقيال ويوئيل، ومارسها موسى ويونان وغيرهم كثيرون 

بدأ الصوم كما نعرف مع خلقة آدم ،فالوصية الوحيدة التى أعطاها له الله هى وصية الصوم، وأوصى الرب الإله آدم قائلا: من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. وأما شجرة 🌳 معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت

فى الحقيقة كانت هذه الوصية مهمة جدا لئلا يعيش آدم هكذا فى الجنة من غير فائدة. وهذه الوصية على بساطتها تعنى الطاعة والتواضع والتعفف. يريد الله أن يعلم آدم أن يكون إنسانا مطيعا، إنسانا متواضعا،إنسانا عفيفا 

لكن للأسف آدم وحواء سقطا فى الامتحان وجاءت لهما الحية وأغرتهما. فأخذت حواء وأكلت وأعطت آدم فأكل، فسقطا وكان سقوطهما عظيمآ. فبدلآ من الطاعة صار عصيان، وبدلآ من الاتضاع صار كبرياء واعتداد بالذات، وبدلا من التعفف صارت شهوة، وبعد ذلك كمل عليهما الموت موتا تموت كمل على آدم وحواء أربعة أنواع من الموت ،وليس موتا واحدا

أولا الموت الروحى: وهو انفصالهما عن الله،يقول القديسون الموت الجسدى هو انفصال الروح عن الجسد ،والموت الروحى هو انفصال الروح عن الله فانفصل عن الله وأكثر من ذلك أنه أصبح يخاف من الله

ثانيا الموت الأدبى: لما طرده الله من الحنة وقال له : بعرق وجهك تأكل خبزآ ولا تعطيك الأرض قوتها، وشوكآ  حسكآ تنبت لك.. وبدأت العقوبات تنزل على آدم لأنه كسر وصية الصوم

ثالثا الموت الجسدى: بعد ٩٣٠سنة ،وانفصلت روحه عن جسده، ومات الموت الجسدى لأن أجرة الخطية هى موت ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية، والخطية إذا كملت تنتج موتا (يع١٥:١)

رابعا الموت الأبدى: ألقى فى الجحيم. باب الفردوس فى السماء مغلق. مكث فى الجحيم حتى جاء السيد المسيح وخلصه من هذا الموت الأبدى. وفتح له باب الفردوس بالصليب وآدخله. من يريد أن يبدأ بداية توبة ،بداية علاقة حسنة مع الله،يبدأ فى صوم من الأصوام ،أو يعمل صوما خاصا لمدة مع برنامج صلاة مع اعتراف مع تناول. لأن هذة الأمور كلها وسائط النعمة والخلاص، بها يقدر الإنسان أن يبدأ بداية قوية ويأخذ دفعة يكمل بها مسيرته مع الله

وكل عام وكل صوم والجميع بخير وسلام آمين 

❇️❇️❇️