قال الرب : اجلس عن يمينى
استخدم السيد المسيح نفسه هذه العبارة من هذا المزمور من مزامير داود النبى 🎺لأثبات ألوهيته ومكانته فى حواره مع اليهود وهو بهذا وضع لنا منهجآ لاستخدام أسفار العهد القديم بما فى ذلك سفر المزامير فى شرح العقيدة المسيحية. وفى فهم طبيعة السيد المسيح ومكانته. وإلى جوار ذاك فإن السيد المسيح قد أوضح أن داود النبى والملك 👑قد كتب 📚 ما كتبه وما رنمه من المزامير بقيادة الروح القدس. وأوضح أنه"(لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان ،بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (٢بط ٢١:١).وبالطبع فإن هذا أيضا ما أكده الآباء الرسل فى كتابة 🖋 أسفار العهد الجديد.
وقد ورد هذا الأمر فى حوار السيد المسيح مع الفريسيين من اليهود فى إنجيل معلمنا متى كما يلى:
" وفيما كان الفريسون مجتمعين سألهم يسوع:ماذا تظنون فى المسيح؟ابن من هو؟ قالوا له:ابن داود. قال لهم :فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا:قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك؟فإن كان داود يدعوه ربا فكيف يكون ابنه؟فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة. ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بته"(مت ٤١:٢٢_٤٦).
كان السيد المسيح يستخدم الإقناع فى حواره مع اليهود. واستخدم الحقائق التى يعرفونها جيدا فى إثبات تجسده بإعتباره هو ابن الله الكلمة الذى بعدما تجسد وبعدما" صنع بنفسه تطهيرآ لخطايانا ،جلس فى يمين العظمة فى الأعالى"(عب٣:١).
وقد اقتبس معلمنا بولس الرسول أيضا هذه الآية من المزمور ١٠٩ التى نحن بصددها فكتب فى رسالته إلى العبرانين مبينآ الفرق بين السيد المسيح والملائكة ف مكانته فقال"لمن من الملائكه قال قط:اجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئا لقدميك؟ "(عب١٣:١).
إن السيد المسيح هو ابن داود من حيث الجسد ،أى من حيث الطبيعة البشرية التى أخذها بالروح القدس من العذراء مريم بلا خطية. وهو ربه من حيث الطبيعة الإلهية التى هى نفسها طبيعة الآب السماوى وطبيعة الروح القدس لسبب وحدانية الجوهر بين الأقانيم الثلاثة.
ومعنى يمين الأب هو أنه جلس فى موضع التقدير والإعزاز،لأن الآب غير محدود وليس له يمين ولا يسار بالمعنى المكانى ولكن بالمعنى المجازى. فالإبن هو"فى حضن الآب" (يو١٨:١)وهو"فى الآب" (يو١٠:١٤).وهو عن يمينه فى نفس الوقت. ولكل عبارة من هذه العبارات معناها الخاص وينبغى أن نفهمها بما يناسبها.
هناك عبارات تشير إلى لاهوت السيد المسيح ،وعبارات أخرى تشير إلى ناسوته المتحد باللاهوت. وبعض هذه الأخيرة يشير إلى ناسوته قبل الصليب والقيامة والصعود إلى السماوات العليا وبعضها يشير إلى ما بعد صعوده وجلوسه عن يمين الآب. كما أن هناك عبارات تشير إلى مجيئه الأول متجسدا،وعبارات أخرى تشير إلى مجيئه الثانى للدينونه. وهناك عبارات تشير إلى مساواته للآب فى المجد والربوبية، وعبارات تشير إلى رسالته بالنسبة للكنيسة كرأس لها لا يفصل نفسه عنها حتى بعد مجيئه الثانى للدينونه عند دخوله بها إلى ملكية الآب فى الملكوت الأبدى بعد أن اشتراها بدمه وصارت ملكا له.
إن المجال هنا لا يتسع لوضع أمثلة لكل هذه الاعتبارات. ولكن أمام كل عبارة وردت فى الأسفار المقدسة يمكننا أن نفهم المقصود بها بما يناسبها.
ولكننا فى كل هذا نفهم أن الله الكلمة الذى هو الابن الوحيد الجنس المولود من الآب قبل كل الدهور هو نفسه بنفس شخصه الإلهى قد أتى وتجسد من العذراء القديسة مريم فى ملئ الزمان وصار إبنآ للإنسان "من نسل داود من جهة الجسد" (رو٣:١).وهو نفسه الرب العزيز القدير "رب الأرباب و ملك الملوك👑" (رؤ١٤:١٧).فهو ابن داود وربه فى نفس الوقت.
روعة الحديث الإلهى
إنها أنشودة جميلة هذه الآية من المزمور "قال الرب لربى:اجلس عن يمينى" (مز ١:١٠٩)لأنها تشير إلى أن الآب يكلم الابن كما يكلم الابن الآب.
فالإبن فى الأصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا قال "أيها الآب قد أتت الساعة 🕧. مجد ابنك ليمجدك ابنك أيضا"
(يو ١:١٧).وقال أيضا "أيهاة الآب البار إن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتنى. وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم" (يو ٢٥:١٧_٢٦).وطلب من الآب "أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتنى يكونون معى حيث أكون أنا لينظروا مجدى الذى أعطيتنى لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم 🌏 "(يو٢٤:١٧).
وهنا نقف طويلا أمام عبارة" لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم"(يو٢٤:١٧).لان هذا يشير إلى الحب المتبادل بين الآب والأبن قبل كل الدهور وقبل إنشاء العالم 🌏. فالحب ❤️ متبادل بين الأقانيم الثلاثة والحديث متبادل بينهم بالرغم من وحدتهم الجوهرية وعدم انفصالهم على الإطلاق. ولكن مفتاح 🔑 المسيحية هو فى فهم عبارة أن" الله محبة" (١يو ٨:٤، ١٦).
ولأن الله محبة فلابد أن يمارس الآب الحب من قبل إنشاء الخليقة لأن المحبة هى فى صميم الجوهر الإلهى ولا يمكن أن يوجد الله بدون الحب لن الله هو"حب" كما أنه هو "حق" كما قال السيد المسيح "الذى أرسلنى هو حق" (يو٢٨:٧).
فالآب هو حق والإبن هو حق والروح القدس هو حق. الآب هو ينبوع الحق. والابن هو "الحق" (يو٦:١٤)المولود بغير ابتداء. والروح القدس هو "روح الحق" (يو٢٦:١٥)المنبثق من الآب بغير ابتداء. من أراد أن يعرف الكثير عن المحبة فعليه أن يعرف من هو الله لأن" الله محبة". لهذا قال السيد المسيح لليهود "متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو" (يو٢٨:٨)أى تفهمون أنى أنا هو"الحب" و"الحق" و"الحياة" أى إنى هو" الله"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك