❇️ النوم والغفلة _على المستوى الروحى _ هما تعبيران عن التوانى والكسل.. وسهو الانسان عن خلاص نفسه والاستغراق فى سبات عميق هو أمر خطير يفقد فيه الانسان الادراك الحى والاحساس المرهف بالمقدسات والقيم الروحية.
❇️ وتأتى القيامة المقدسة لتقيم الانسان من هذه الغفلة ليعيش فى الصحوة واليقظة التى تليق بالمجاهدين الساهرين. ومن هنا يوجه لنا الكتاب المقدس دعوة عاجلة أن نستيقظ ،ويكررها فى أكثر من موضع:
✳️ "استيقظى استيقظى البسى عزك يا صهيون" (أش١:٥٢).
✳️"استيقظى استيقظى البسى قوة يا ذراع الرب" (أش٩:٥١).
✳️"استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح" (أف١٤:٥).
✳️"هذا وانكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقط من النوم "(رو١١:١٣).
✳️"فلاننم إذا كالباقين بل لنسهر ونصح "(١تس٦:٥).
❇️إننى أشعر أن هذه الالحاحات الالهية المقدسة التى يوجهها لنا الرب فى كلماته لكى نستيقظ هى مناسبة جدآ فى كل جيل وبالأكثر فى زماننا المعاصر الآن وسط عالم يموج بالاضطرابات والقلاقل،والناس مدوسة بالهم والكدر فى مشغوليات واهتمامات لأجل أمور كثيرة وقد نسوا النصيب الصالح الرب القائم مشتهى الأجيال.
❇️ وسط هذه الغفلة الصعبة التى يعيشها الناس يوجه الرب لنا هذا النداء لكى نستيقظ ونفتدى الوقت،ونفهم مشيئة الرب يسوع ولا نصنع تدبيرآ للجسد لأجل الشهوات، وبالإجمال نقوم مع المسيح ونستعد للحياة الأبدية وميراث الملكوت.
✳️من وحى القيامة واليقظة أستشعر هذه العناوين :
١_أستيقظ أيها الخاطئ وقدم توبتك:
❇️ ندعو أن نخلع أعمال الظلمة ونترك البطر والسكر والمضاجع والعهر والخصام والحسد، ونلبس الرب يسوع المسيح تاركين تدبير الجسد فى شهواته(رو١٢:١٣-١٤).
❇️ إن الذى يريد أن يستيقظ بالقيامة لابد أن يقدم توبة ومبادرة انسحاق فى الجلجثه عند أقدام المصلوب. فلنترك إنساننا العتيق ونقدم توبة صادقة واعترافآ صريحآ بخطايانا أمام الله، ولنترك ماهو وراء ونستيقظ من نوم الغفلة وسبات الاستهتار فنتمتع بنور قيامته من قبل تجسده الطاهر، ويشرق علينا بنور معرفته الحقيقية فنضئ بشكله المحيى.
٢_أستيقظ أيها الجاهل واقتنى حكمتك :
❇️"قال الجاهل فى قلبه ليس اله" (مز١:١٤)،اما الانسان المستيقظ بالقيامة فيخلع عنه الجهل والغباوة وعدم المعرفة ويتشح بالحكمة التى تبنى بيت حياته وتنحت أعمدتها السبعة ككنيسة مصغرة (أم ١:٩)، لانه "بالحكمة يبنى البيت 🏠 وبالفهم يثبت ،وبالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة ونفسية "(أم ٣:٢٤، ٤).
❇️ إن الانسان المتحد بالمسيح القائم يستلهم الحكمة والاستناره من نور قيامة الرب وإشراقة فجر الأحد ويدعو الحكمة أخته والفهم ذا قرابة (أم ٤:٧).
٣_أستيقظ أيها المادى واطلب قنيتك:
❇️ القائمون مع المسيح يودون لو يبيعوا كل شئ ويأتون بمقتنياتهم طيوبآ وحنوطآ ليضعوها بحب وقبلات على جسد المسيح ، والرب القائم يرد عليهم قائلآ:"أنا أحب الذين يحبوننى والذين يبكرون إلى يجدوننى. عندى الغنى والكرامة قنية فاخرة وحظ. ثمرى خير من الذهب ومن الإبريز وغلتى خير من الفضة المختارة" (١٧:٨-١٩).
❇️ القائم مع المسيح يبيع كل شئ ويكنز لنفسه كنزآ فى السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ ولا ينقب سارقون ولا يسرقون... هو إنسان يعيش حقآ فى روح الوصية القائلة:" إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. إهتموا بما فوق لا بما على الأرض"
(كو ١:٣، ٢)
٤_أستيقظ أيها الخائف وأملك قوتك:
❇️ القيامة بددت الخوف ومنحتنا القوة والشجاعة. لعل اشعياء (النبى الانجيلى) يستشعر هذا المعنى القوى بروح النبوة عندما يقول :" شددوا الأيادى المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها. قولوا لخائفى القلوب تشددوا لاتخافوا. هوذا الهكم. الإنتقام يأتى جزاء الله. هو يأتى ويخلصكم"
(أش٣:٣٥، ٤). وفى قيامة الرب يسوع نراه واقفآ فى وسط تلاميذه وإذ "جزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحآ فقال لهم مابالكم خائفين مضطرين ولماذا تخطر أفكار فى قلوبكم أنظروا يدى ورجلى أنى أنا هو"(لو٣٧:٢٤_٣٩)
❇️ أن القيامة تخاطب كل ضعيف وخائف ومرتعش وتقول له:" انتظر الرب. ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب" (مز١٤:٢٧).
٥_أستيقظ أيها الشهوانى واسترد عفتك:
❇️ يقول الكتاب المقدس" أما الشهوات الشبابية فأهرب منها واتبع البر والايمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقى" (٢تى٢٢:٢).إن القيامة تعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح على شهواتنا وميولنا الردية. لأننا باتحادنا بالمسيح القائم نخلع إنساننا العتيق ونلبس الجديد الذى يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه. وعندما يتطهر الانسان من شهواته يكون اناء للكرامة مقدسآ نافعا للسيد مستعدآ لكل عمل صالح (٢تى ٢١:٢)٠
❇️ إلى شبابنا المغلوب من شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة : لا يخلصكم من هذه كلها إلا اتحادكم بالمسيح المصلوب : تعرفونه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهين بموته(فى ١٠:٣).استيقظوا وقوموا من بين الأموات فيضئ لكم المسيح وينصركم على كل الشهوات.
٦_أستيقظ أيها العابد وأدخل بيعتك:
❇️ الكنيسة هى مسكن الله مع الناس، وعمليآ يدخلها مئات وألوف وفيها يصلون ويعبدون. لكن ترى هل كل العابدين فيها قائمين،مستيقظين؟إن لسان حال العابد المستيقظ النشط :"بكثرة رحمتك أدخل بيتك وأسجد فى هيكل قدسك بخوفك" (مز٧:٥)،"فرحت بالقائلين لى إلى بيت الرب نذهب" (مز ١:١٢٢).
❇️ يدخل العابد الحقيقى إلى الكنيسة مستيقظآ مبكرآ بكل مشاعره مشاركآ بقلبه وحواسه، عابدآ بكل طاقاته وأعضائه وكل كيانه. هو انسان قائم لا يطيش عقله خارج المذبح ولا يشرد ذهنه بعيدآ عن الذبيحة، وهو مع كل العابدين الحقيقين _ يبشرون بموت الرب ويعترفون بقيامته ويذكرونه إلى أن يجئ.
٧_أستيقظ أيها المرنم وامسك قيثارتك:
❇️ فى أكثر من موضع يدعونا الكتاب المقدس أن نسبح الرب ونغنى له بقلوبنا الفرحة المرنمة:
✳️"مكلمين بعضكم بمزامير وتسابيح وأغانى روحية مترنمين ومرتلين فى قلوبكم للرب" (أف١٩:٥).
✳️"وانتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضآ بمزامير وتسابيح وأغانى روحية بنعمة مترنمين فى قلوبكم للرب" (كو١٦:٣).
❇️ النفوس القائمة مع المسيح لهم ترانيمهم المفرحة التى يبدأونها على الأرض تعبيرآ عن فرحهم بالمسيح الملك كعربون للترنيمة الجديدة التى يترنموها أمام العرش الالهى فى الأبدية وهم يضربون بقيثاراتهم (رؤ٢:١٤، ٣).ومهما حاول الشيطان أن يطفئ لهيب الفرح الذى يملأ قلوب أولاد الله أو يشوه بهجتهم فستظل ترنيمة الظافرين بالقيامة ترنيمة جديدة فى مذاقها ومعانيها، فى حلاوتها وفاعليتها. وليكن أولاد الله القائمون بترانيمهم الطاهرة العفيفة شفعاء عن جيل مسكين وبائس ينخدع بزخرف الكلام ويسقط فى هوة النجاسة ويردد أغانى الشر ويزهو بكلام السفاهة والهزل التى لا تليق (أف٤:٥).يا أبن المسيح القائم إنتصر على الهوى الردئ واستيقظ وامسك قيثارتك!
٨_أستيقظ أيها المسافر وجهز مطينك:
❇️ الانسان المؤمن على الأرض هو مسافر فى برية هذا العالم 🌏 وكغريب يشتهى الوطن الأفضل السماوي. وكمسافر ينبغى دائمآ أن يكون فى حالة الاستعداد واليقظة ويجهز ما يلزم رحلته ويضمن سلامة مسيرته "غريب أنا فى الارض فلا تخف عنى وصايك" (مز١٩:١١٩).إن توبة النفس هى زاد الانسان الدائم، وقيامته بالمسيح من موت الخطية هى تجهيزه وتهيئته المستمرة. وهذا المعنى تذكرنا به الكنيسة فى مديح العليقة فى سهرات كيهك:
هيئ لى التوبة قبل أن يدنو الوقت على
واستيقظ من غفلة الأيام وأنهض من بعد توانى
وأهيئ الزاد قبل السفر وأجهز للحمل مطية
❇️ فإن أردنا أن نعيش فى هذا الاستعداد لنتمتع بيقظة الخلاص فلنسمع نصيحة الآباء : "لا تهتم بشئون العالم 🌏 كأنها غاية أملك فى هذه الحياة وذلك لتستطيع أن تخلص" (القديس الأنبا موسى الأسود).
٩_أستيقظ أيها الخادم واحفظ وديعتك:
❇️نفوسنا وخدمتنا ووزناتنا هى وديعة أو ودائع غالية وثمينة قد أؤتمنا عليها ،وعلينا أن نحفظها بالإيمان والجهاد :"إننى عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتى إلى ذلك اليوم "(٢تى ١٢:١).وقد أوصى القديس بولس الرسول تلميذه الأسقف تيموثاوس مرتين أن يحفظ الوديعة قائلآ له:
✳️"ياتيموثاوس احفظ الوديعة معرضآ عن الكلام الباطل الدنس" (١تى ٢٠:٦)
✳️"احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا"(٢تى١٤:١)
❇️إن حفظ الوديعة ليست عملآ مخزنيآ (كموظف الأمانات الذى يحفظ الطرود وودائع الناس!) إنما هو جهد الغالبين اليقظين الساهرين على خلاص نفوسهم ونفوس الآخرين.
إن الرب القائم أنقذنا من روح الفشل وأعطانا بقيامته روح
القوة والمحمحبة والنصح (٢تى ٧:١). وإذا كان حفظ الوديعة هو مطلب للجميع فهو مسئولية الخادم فى المقام الأول إن كان يمارس خدمته كشاهد أمين على قيامة سيده (ولنا عودة بالتفصيل لهذا المعنى)
١٠_أستيقظ ياتارك العالم 🌏 ورث أبديتك:
❇️ترى ماهو هدف القيامة ومصبها الأخير سوى التمتع الدائم بعرش الحمل فى الأبدية السعيدة :إن هذا الاله الذى رأيناه على الصليب مذبوحآ وتمتعنا به قائمآ"ربى وإلهى" هو شهوة قلوبنا أن نعايشه دومآ كثمرة نهائية للحياة القائمة التى لا يعتريها موت قط فيما بعد. إنها النفوس القائمة التى تبتغى "وطنا أفضل أى سماويآ. لذلك لا يستحى بهم لله أن يدعى إلههم لأنه أعد لهم مدينة" (عب ١٦:١١).وإذا كانت مدن اليهودية وأورشليم الأرض _ جغرافيآ _قد شهدت القيامة واستقبلت المسيح القائم من الأموات ،فإن المدينة السماوية التى لها الأساسات التى صانعها وبارئها الله ستستقبل القائمين المنتصرين الماسكين سعف النخل لعلها تحييهم قائلة:التفوا يا قائمين حول عرش الحمل المذبوح ومسيحكم القائم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك