2020/04/25

القيامة شهادة وخدمة وكرازة


❇️ عندما اجتمع التلاميذ عقب صعود الرب ليختاروا واحدآ من الخدام ليأخذ مكان يهوذا الاسخريوطى تحقيقآ لنبوة داود النبى فى المزمور "لأنه مكتوب ✍️ فى سفر المزامير لتصر داره خرابآ ولا يكن فيها ساكن وليأخذ وظيفته أخر" (أع٢٠:١)
اشترط التلاميذ أن هذا المرشح لهذه الرسالة الخطيرة "يكون شاهدآ معنا بقيامته" (أع ٢٢:١).فألقو قرعتهم بعدما صلوا فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الأحد عشر رسولآ (أع٢٦:١).
❇️ إذن شرط هام فى الخادم أن يكون شاهدآ بقوة وبحياته العملية بقيامة الرب يسوع كما قيل عن آبائنا الرسل:
"وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع ونعمة عظيمة كانت على رؤوسهم" (أع٣٣:٤).
❇️ لقد أشار الرب يسوع فى حديثه مع تلميذه القديس بطرس كيف سيصل بشهادته للمسيح _تللك الشهادة الحبية المملوءة بذلآ وطاعة _ إلى مستوى سفك الدم والميتة الممجدة لله فقال له :" لما كنت اكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشى حيث تشاء ،ولكن متى شخت فإنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء. قال هذا مشيرآ إلى أية ميتة كان مزمعآ أن يمجد الله بها" (يو١٨:٢١، ٩).وبالفعل استمد القديس بطرس الرسول من القيامة وفاعليتها وعمل الروح القدس فيه شجاعة وحكمة حتى وقف فى يوم الخمسين يشهد أمام اليهود عن الرب المصلوب القائم بمجد عظيم يقول:" أيها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال. يسوع الناصرى رجل 👨 قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده فى وسطكم كما أنتم تعلمون. هذا أخذتموه مسلمآ بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدى أثمة صلبتموه وقتلتوه. الذى أقامه الله ناقصآ أوجاع الموت إذ لم يكن ممكنآ أن يمسك منه"(أع٢٢:٢_٢٤).
❇️ ثم استطرد أيضآ مؤكدآ فقال :" فيسوع هذا أقامة الله ونحن جميعآ شهود لذلك"(أع٣٢:٢).
ومرة ثالثة فى شفاء الرجل الأعرج عند باب الهيكل الجميل يشهد عن الرب وقوته ولاهوته فيقول:" ورئيس الحياة قتلتموه الذى أقامة الله من الأموات ونحن شهود لذلك. وبالايمان باسمه شدد اسمه هذا الذى تنتظرونه وتعرفونه والايمان الذى بواسطته أعطاه هذه الصحة أمام جميعكم" (أع١٥:٣، ١٦).وعندما سئل القديس بطرس عن سر شفاء الرجل أجاب بثبات وقال:" فليكن معلومآ عند جميعكم وجميع شعب اسرائيل أنه باسم يسوع المسيح الناصرى الذى صلبتموه أنتم الذى أقامه الله من الأموات.
بذاك وقف هذا أمامكم صحيحآ"(أع١٠:٤).
❇️ والقديس أستفانوس يشهد أيضا فى حلاوة وبراعة عن منظر الحمل القائم فى السماء فيقول لليهود وهو شاخص للسماء وقد رأئ مجد الله ويسوع قائمآ عن يمين الله" ها أنا أنظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائمآ عن يمين الله"
(أع٥٥:٧، ٥٦).
❇️ والقديس بولس الرسول ينطلق فى وسط أريوس باغوس ليكلم الرجال الأثينويين عن المسيح القائم المخلص فيقول : "فالله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان أن يتوبوا متغاضيآ عن أزمنة الجهل لأنه أقام يومآ هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل برجل قد عينه مقدمآ إيمانآ إذ أقامه من الأموات" (أع٣٠:١٧، ٣).
❇️ وفى شهادته عن آلام المسيح وقيامته أمام الملوك والحكام نراه يقول لأغريباس الملك :" إن يؤلم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات مزمعآ أن ينادى بنور للشعب وللأمم"(أع٢٣:٢٦).
❇️ من خلال كل هذة الاقتباسات المنتخبة من خدمة آبائنا الرسل الأطهار ومواقفهم الشجاعة نستنتج كيف كانت لهم الشجاعة والاقدام فى الشهادة بقيامة الرب يسوع والتى أكدوها وختموها بالشهادة الكاملة بسفك دمهم محبة فى الملك👑 المسيح (القديس بطرس استشهد مصلوبآ منكس الرأس - القديس استفانوس استشهد بالرجم _القديس بولس قطعت رقبته بحد السيف).
❇️ ونحن كخدام رعاة فلنجاهد فى حياتنا وخدمتنا ليكون عندنا الشهادة التى يصفها يوحنا الحبيب بقوله :"وهذه هى الشهادة أن الله أعطنا حياة أبدية وهذه الحياة هى فى أبنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (١يو١١:٥)إنناباتحادنا بالمسيح الحى القائم من الأموات نقتنى هذه الشهادة داخليآ ونعيشها كاختبار حى نقدمه... حياة وتعليمآ:"من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة فى نفيه"(١يو١٠:٥).
❇️ إننا مطالبون بالشهادة عن مسيحنا القائم وليس بالشهادة عن أنفسنا. أن يشهد الخادم عن نفسه وإمكانياته أو يبرز مواهبه فهذا افتئات على هيبة القيامة وكرامة مسيحها القائم إذ هو غيور على مجده :"أنا الرب هذا اسمى ومجدى لا أعطيه لآخر"(أش٨:٤٢).وفى هذا يقول الرسول يوحنا "إن كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم لأن هذه هى شهادة الله قد شهد بها عن ابنه" (١يو٩:٥).
❇️ ونذكر القارئ بما قلنا فى لقاء الرب يسوع بعد قيامته مع تلميذه بطرس( راجع موضوع :القيامة ارتقاء برتبة الانسان) من وجود ارتباط بين أمور ثلاثة : القيامة والحب والرعاية.
❇️ واتصور أن هناك تسلسلآ طبيعيآ وديناميكية عمل بين الثلاثة مفاعيل حيث كل منها توصل للأخرى :فالقيامة بقوتها هى التى تأسرنى لمحبة الهى "أحبك يارب ياقوتى" (مز١:١٨) وحبه عندما يلهب قلبى يقودنى - كخادم - لرعاية الغنم واقتياد النفوس "ارع غنمى" (يو ١٧:٢١).وأخيرآ فكل عمل رعوى أو كرازى سيقود الخادم ومخدوميه من جديد لمزيد من الاتحاد بالمسيح القائم. وبذا تكمل الشهادة الحية لله فى دورة روحية متكاملة إن بدأناها بالقيامة ستوصلنا للرعاية عبورآ على الحب، وإن خدمنا وكرزنا فخدمتنا بالحب تثبتنا اكثر فاكثر فى الارتباط برب القيامة وملك المجد.
❇️ إننا ندعوه جميع الخدام_من خلال القيامة_لتفهم قدر الخدمة ومسئوليتها الجسيمة وضرورة استنادها على عمل الفداء والخلاص والقيامة كأسرار جوهرية  💎 لازمة لتتويب النفوس واقتيادها لمعرفة الله، ومن هذه الركيزة المقدسة ننطلق فى كل أعمال البذل والنشاط والتعليم وكافة الخدمات بفروعها و ميادينها.
❇️ إن الخادم الحقيقى هو إنسان قائم ،وخدمته قائمة،وتصب فى المسيح القائم، من خلال أحضان الكنيسة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3