2020/10/19

البر والتقوى


 


بعض الناس أبرار في أعين أنفسهم، والبعض الآخر أبرار في أعين الآخرين، والبعض الثالث أبرار قدام الله.

 

+ البار في عيني نفسه: 

هو شخص لا يشعر بخطيئته وبالتالي لا يقدم توبة عنها، هو حساس لخطايا الآخرين بينما يتضايق إذا ما واجهه الآخرين بأخطائه فيدافع ويرد لهم الاتهامات، أو يعجب بنفسه ويتمركز حول ذاته، مثل الفريسي الذي بعد أن استعرض أنشطته الروحية الخارجية دان العشار المسكين الذي لام نفسه فقط وطلب المغفرة من الله فهو خاطئ ! (لوقا 18: 13). 


+ البار في أعين الآخرين: 

فهو الذي يسعى جاهدا لكي ينال الكرامة من الآخرين، وقد يدفعه ذلك إلى السلوك برياء، واقتراف الكثير من الخطايا إذا كان في ذلك إرضاء للناس، كما يجعله ُيخفي خطاياه عن الناس حتى لا يحتقرونه. مثل هذا وذاك يهمس الله في أذنه قائلاً أنا عارف أعمالك .. (رؤيا 2 : 2).

 

+ أمّا البار قدّام الله: 

فهو الذي يأتي بالملامة على نفسه ويرى جميع الناس أبراراً إلاّ هو، إن هذا الفكر النقي جعل "خيّاطاً" في مدينة الإسكندرية مساوياً في درجته للأنبا أنطونيوس أب الرهبان. ليس المهم أن يمدحك الناس، أو تمتدح ذاتك إذا لم تجد من يمدحك، وإنما أن يزكيك الله "لانه ليس من مدح نفسه هو المزكّى بل من يمدحه الرب" (2كو10: 18). 


قد يخطئ إنسانا فلا يلحظ الناس خطيئته، وبالتالي ينجو من تبكيتهم أو احتقارهم، وقد لا يعاقبه الله أيضا في حينها بسبب طول أناته. ولكن عليه أن يحاسب نفسه في مخدعه (حتى وإن لم يلحظها الناس). 


لقد كانت أعظم شهادة كتابية عن زكريا وأليصابات هي "وكانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم (لو1: 6).


فلنحرص إذا على أن يكون مدحنا من الله ولا نلتفت إلى من يمدحنا أو يشتمنا من الناس، السيد المسيح نفسه كان حوله من يحبونه ويمدحونه وأيضا من يشتمونه ويفترون عليه. ولكن الفيصل فى الأمر هو شهادة الله الآب "هذا هو إبنى الحبيب" ، فيا ليتنا نكون مستحقين أن نسمع نحن أيضا هذه الشهادة من فم الله، ويا ليتنا نجاهد دوما أن نكون بارين فقط فى عينى الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك اذا كان لديك أى تسائل عن الموضوع وسنجيبك فور مشاهده تعليقك

إعلان1
إعلان2
إعلان3